تاريخ النشر
الخطوة الكبيرة الأولى: نصائح لتهيئة طفلك للذهاب إلى الحضانة للمرة الأولى وتجاوز قلق الانفصال
اللحظة التي يخطو فيها طفلك خطواته الأولى نحو الحضانة هي محطة مهمة ومثيرة في رحلة نموه. الحضانة ليست مجرد مكان لرعاية الأطفال، بل هي بيئة غنية بالفرص التي تدعم تطورهم الاجتماعي، العاطفي، المعرفي، والحركي. هنا يتعلمون التفاعل مع أقرانهم، بناء الاستقلالية، واكتشاف قدرات جديدة. ومع ذلك، قد تكون هذه الخطوة مصحوبة ببعض التحديات، خاصة “قلق الانفصال” الذي قد يختبره الطفل والوالدان على حد سواء.
علامات استعداد الطفل للحضانة
قبل التفكير في إرسال طفلك إلى الحضانة، من المفيد ملاحظة بعض علامات الاستعداد التي تشير إلى أنه قد يكون مستعدًا لهذه التجربة:
- الاستقلالية الجزئية: يمكنه الأكل بمفرده (ولو جزئيًا)، أو اللعب بمفرده لفترات قصيرة.
- الاهتمام بالأطفال الآخرين: يظهر فضولًا أو رغبة في التفاعل مع أقرانه.
- القدرة على اتباع توجيهات بسيطة: يفهم ويستجيب لطلبات بسيطة مثل “أحضر الكرة” أو “اجلس”.
- التعود على الانفصال القصير: إذا كان قد أمضى وقتًا قصيرًا مع أحد الأقارب أو جليسة الأطفال دون قلق شديد.
تذكري أن هذه مجرد مؤشرات، وكل طفل يختلف عن الآخر في مدى سرعة استعداده.
كيفية تهيئة الطفل قبل البدء :
التحضير المسبق يلعب دورًا حاسمًا في جعل تجربة الحضانة إيجابية لطفلك.
- الحديث عن الحضانة بإيجابية: تحدثي مع طفلكِ عن الحضانة كـ “مكان ممتع” حيث سيلعب مع أصدقاء جدد، يرسم، ويغني، ويتعلم أشياء جديدة. استخدمي كلمات مشجعة ومرحة.
- زيارة المكان مسبقًا إن أمكن: إذا كانت الحضانة تسمح بذلك، اصطحبي طفلكِ لزيارة قصيرة قبل بدء الدوام الرسمي. دعه يستكشف الفصول، يتعرف على المعلمات، ويلعب قليلًا. هذا يساعد على تقليل رهبة المجهول.
- قراءة قصص عن الحضانة: هناك العديد من كتب الأطفال التي تتناول موضوع الذهاب إلى الحضانة لأول مرة. قراءة هذه القصص تساعد طفلكِ على فهم ما سيحدث وتخفف من قلقه.
- دمج روتين مشابه في المنزل: حاولي دمج بعض الأنشطة الشبيهة بأنشطة الحضانة في روتينكم اليومي، مثل أوقات اللعب المنظمة أو الأغاني التعليمية.
- تسمية الأشياء: علمي طفلكِ أسماء معلمات الحضانة وبعض أسماء الأطفال الآخرين (إذا أمكن).
نصائح ليوم الذهاب الأول
اليوم الأول هو الأهم. طريقة تعاملكِ معه ستؤثر بشكل كبير على تجربة طفلكِ.
- الوداع القصير والإيجابي: تجنبي الوداع الطويل والمؤثر الذي قد يزيد من قلق طفلكِ. احتضنيه وقبليه، قولي له بوضوح “أحبك، سأعود لأخذك بعد وقت اللعب/الغداء” وابتسمي بثقة ثم غادري. التردد يرسل إشارة بأن هناك شيئًا يجب القلق بشأنه.
- الثقة في المعلمات: أظهري لطفلكِ ثقتكِ الكاملة بالمعلمات. تحدثي معهم بود أمام طفلكِ، ودعيهم يأخذون زمام المبادرة في تهدئة طفلكِ عند الحاجة.
- لا تتسللي خلسة: لا تغادري دون وداع. هذا قد يسبب لطفلكِ صدمة وفقدان ثقة، ويجعله يخشى أن تغادري في أي وقت دون علمه.
- أحضري شيئًا مألوفًا: قد يساعد وجود لعبة مفضلة أو شىء مألوف من المنزل في جعل الطفل يشعر براحة أكبر.
كيفية التعامل مع قلق الانفصال (للأهل والطفل)
قلق الانفصال طبيعي جدًا، وهو علامة على تعلق طفلكِ بكِ. إليكِ كيفية التعامل معه:
للأهل:
- كوني صبورة ومتقبلة: تقبلي أن البكاء في الأيام الأولى طبيعي. هذه مرحلة سيتخطاها طفلكِ.
- ثقي بحدسكِ: إذا كنتِ تشعرين أن الحضانة غير مناسبة، أو أن طفلكِ يعاني بشكل مفرط بعد فترة، فلا تترددي في مراجعة الأمر.
- التحدث مع المعلمات: تواصلي بانتظام مع المعلمات لمعرفة كيف يقضي طفلكِ وقته. سيقدمون لكِ الدعم والطمأنينة.
- تجنبي الشعور بالذنب: قرار إرسال طفلكِ للحضانة هو قرار إيجابي لنموه. تذكري الفوائد التي سيجنيها.
للطفل:
- تحملي البكاء: دعي طفلكِ يبكي. البكاء هو طريقة للتعبير عن مشاعره. طمئنيه أنكِ تفهمين مشاعره.
- التأكيد على العودة: كرري دائمًا أنكِ ستعودين. “أمي ستعود بعد قيلولة” أو “ماما ستأتي بعد وقت القصة”.
- تحديد روتين للاستقبال: اجعلي وقت الاستقبال ممتعًا. كوني متحمسة لرؤيته، واسأليه عن يومه.
- الاحتفال بالنجاحات الصغيرة: احتفلي بتقدم طفلكِ كل يوم. “أنت بطل لأنك قضيت وقتًا رائعًا في الحضانة اليوم!”
تذكري أن التكيف يستغرق وقتًا، وقد تظهر انتكاسات أحيانًا. مع الصبر، الحب، والتحضير الجيد، ستكون الخطوة الأولى لطفلكِ نحو الحضانة تجربة غنية ومثمرة له ولكِ.
ما هي أكبر مخاوفكِ بخصوص ذهاب طفلكِ للحضانة لأول مرة؟ شاركينا في التعليقات!